بكاء حبيب

بسم الله الرحمن الرحيم

نقلا عن منتدي مدينة شندي

بكاء حبيب :

بكى الزمان مرّةً
وبكيتُ مرّتين
وجفّتِ الدموعُ في عينيّ يا حبيبتي
فبعد الآنِ لا بكاء
مرّةً بكيتُ حينَ مولدي
بلا دموع
والآن كل الدمعِ في العينينِ
يا حبيبتي قد أطفأ الشموع
فأنا أسيرُ الآنَ
في طريقٍ مظلمٍ بلا ضياء
تحفّه الأوهامُ
والظنونُ والنفاقُ والرياء
أتلمّسُ الأشياء في توجّسٍ
غريبةً أضحتْ هي الأشياء
حتى الدموعُ أسقطتني
حقّاً هي الدموعُ أسقطتني !!
تبّاً لها الدموع
النيلُ لم يكنْ يخيفني
النارُ والبحارُ والإعصار
والمطار
أترقّبُ السماء
قد تظهرُ النجومُ في السماء
بصيصٌ من الضياءِ
يا حبيبتي فأواصلُ المسير
بصيصٌ من الضياءِ
لا كثير
أترقّبُ السماء
ما بالها السماءُ لا تجيبْ !؟
كلُّ الذي حولي
ولا أراهُ لا يجيبْ
الليلُ والرياحُ والأشباح
وهذه الأشباحُ في الظلماءِ
يا حبيبتي قد أصبحت بكماء
أم أنّها ...
تراني خلسةً
وفي شماتةٍ تعود
تتوسوس الكلماتُ في ..
همسٍ بأنّني
هيهات أن أعود
فالموتُ في الأرجاءِ
يمشي حافياً في جانبِ الطريق
إستلّ خنجره
ويرقبُ الطريق
والخنجرُ المسمومُ يا حبيبتي
يكفي ليسفكَ الدماءَ
في الطريق
وأنا أسيرُ في طريقٍ
موحشٍ بلا صديق
حتى السماءُ في غرابةٍ
ضنّتْ عليّ بالنجوم
والبدرُ في ديارهِ
في راحةٍ ينوم
والريحُ يا حبيبتي
فقدتْ صغارها فسارعتْ
تطاردُ الغيوم
والنيلُ والنخيلُ في تساؤلٍ
من يا ترى تريدُ أن تلوم ؟
الكلُّ فرّ منّي !!
أنا لا أريدُ أن ألوم
فالحبّ في مدينتي
أضحى بلا حياء
باعَ الجميعُ في مدينتي
الحبَّ في وضاعةٍ
نظيرَ الكبرياء
وذهبَ الجميعُ يحملون الكبرياء
والحبّ في مدينتي
أضحى كما الغثاء
أشياءُ في مدينتي
تدعو إلى الرثاء
باع الجميعُ في مدينتي
الحبَّ والودادَ والوفاء
جوفاءُ يا عزيزتي معاني الحبِّ
في مدينةٍ جوفاء
عايشتهمْ فوجدتهم عزيزتي حمقى
يتباركونَ العيدَ في تكلّفٍ
وقلوبهم شتى
وفي موائدِ الأعراسِ يا عزيزتي
قلوبهم شتى
وفي الصلواتِ يا عزيزتي
قلوبهم شتى
وفي ... وفي
فلا ذهبتْ رياحكِ فانصفي
هذي الديارُ
ولا أرى فيها وفيّ
فالحقدُ يختلجُ النفوسُ ويقتفي
وأنا ... إحترمتُ القوم في مدينتي
زمناً تسابقني السماحةُ والصفاء !!
والآنَ يا عزيزتي
ما عدتُ أحترمُ الجميعَ
ولستُ أعرفُ كبرياء
والكبرياءُ في عينيكِ يا عزيزتي
فلتذهبي فأنا كرهتُ الكبرياء
لو كنتِ أنتِ الماءُ يا عزيزتي
لوددتُ لو أموتَ دون ماء
أو كنتِ أنتِ النورَ يا عزيزتي
فلتذهبي فأنا
إحبُّ العيشَ في الظلماء
كلّ الذي قد كان حبّاً بيننا
الآنَ باءٌ في بدايتهِ
وفي أُخراهُ حاء